أقبل كريم نحو والده يضمه بيديه الصغيرتين وهو يقول له:
بابا أريد أن نسافر إلى اليابان.
تبسم الوالد من طلب ابنه، ورفع حاجبيه متعجباً وهو يكرر ما قاله ابنه:
- اليابان.. اليابان.. مرة واحدة!!
صاح كريم وأخذ يقفز وهو يصرخ:
- أريد أن أرى البراكين عن قرب.. يا لها من مغامرة رائعة..
انفجر أبو كريم ضاحكاً، وخرج إلى موعده، تاركاً كريم وحده في أوهامه.
حزن كريم من تصرف والده، واستلقى على سريره يبكي بحرقة.
فتح كريم عينيه فرأى الأشجار الباسقة من حوله، والحيوانات تجري بمرح وسرور، والعصافير تزقزق بين الأغصان.
شعر كريم بالفرح، وركض يبحث عن والده ليشكره لأنه أخذه إلى اليابان كما طلب منه فلم يجده.
ولكنه وجد كيساً مملوءاً بالطعام إلى جانبه.
حمل كريم الكيس تحت إبطه، ووضع عصا على كتفه، وأخذ يتجول في الغابة.
وفجأة رأى كريم الحيوانات تتراكض هنا وهناك خائفة، بعضها يختبأ في أوكاره، وبعضها الآخر يصعد إلى أعلى الجبل.
والعصافير طارت بعيداً جداً عن الغابة.
دُهش كريم من تصرف الحيوانات المفاجئ هذا، ونظر هنا أو هناك علّه يجد منْ يخبره عما حدث، ولكنه لم يجد أحداً.
وفجأة سمع كريم صوت انفجار عالٍ، ورأى عن بعد سحابة من الدخان.
اقترب كريم أكثر فأكثر، فرأى بركاناً تتصاعد من فوّهته الدخان والغازات.
شعر كريم بالاختناق من هذه الغازات المتصاعدة، ثم رأى الحمم البركانية تتقافز هنا وهناك..
أخذ كريم يركض ويركض والحمم البركانية تلحق به تكاد تحرقه.
صاح كريم يستنجد بأبيه لكن ليس من مجيب.
صرخ كريم بأعلى صوته:
- لا أريد رؤية البراكين لا أريدماما..بابا
فجأة استيقظ كريم من الكابوس الذي كان يحلم به.
حمد كريم الله أن والده لم يتحقق له طلبه ولم ياخذه الا براكين كما كان يريد
انتهاء