وصف الكاتب البريطاني روبرت فيسك الفلسطينيين الذين يهربون البرتقال وبطاريات السيارات، والذين يواجهون تهديداً بالإغراق من الجانب المصرى، بأنهم يمثلون المقاومة الحقيقية، وبمثابة الرئة التى يتنفس من خلالها سكان قطاع غزة.
ورغم أن الصواريخ يجب أن تمر عبر الأنفاق التى يسلكونها أيضا، صواريخ القسام وأسلحة الكلاشينكوف والمتفجرات، إلا أن ما يقوم بتهريبه هؤلاء الفلسطينيون مواد تمثل شريان الحياة للسكان المحاصرين فى القطاع الخاضع لسيطرة حماس، فهم يهربون اللحوم الطازجة والبرتقال والشيكولاتة والقمصان والبنطلونات وألعاب الأطفال والسجائر وملابس الزفاف وبطاريات السيارات وحتى أغطية الزجاجات البلاستيكية. وبعد أن كان المهربون يخشون الموت من انهيار الأنفاق عليهم إذا قصفتها إسرائيل، فالآن فهم يواجهون الجدار المصرى، وحتى الخوف من الغرق.
ويمضى الكاتب فى القول إن هؤلاء المهربين ربما يكونون إرهابيين بالنسبة لإسرائيل لكنهم أبطال بالنسبة للفلسطينيين فى القطاع، حتى ربما بالنسبة للأغنياء أيضا. وينقل الكاتب قلق المهربين من المصريين الآن ومن الجدار المصرى، فيقول أحدهم إنه سيتم إغراق الأنفاق بالمياه، فكيف يمكن التغلب على ذلك.
ويشير فيسك إلى أن الأنفاق التى تربط بين غزة ومصر تمثل تجارة ولعبة محترفين، وهى تمثل تحديا للإسرائيليين أكثر من كونها مشكلة. وسخر فيسك من إعلان مصر الشهر الماضى عن بناء الجدار الفولاذى على الحدود مع غزة، وقال إن بناء الجدران يبدو وكأنه العملة الرائجة فى الشرق الأوسط فى الأيام الحالية، من كابول إلى الضفة الغربية مروراً ببغداد. والهدف من الجدار منع الإرهابيين من المرور عبر الأنفاق. وقد رفضت المنظمات غير الحكومية الأجنبية العاملة فى غزة هذا القرار ووصفته بأنه استمرار لمحاولات مصر المعتادة لإرضاء الإسرائيليين وبالتالى إرضاء الأمريكيين.